كيفية التعامل مع المنازعات التجارية في الكويت

في بيئة الأعمال التجارية الديناميكية، قد تواجه الشركات نزاعات تجارية تتطلب تدخلات قانونية لضمان حماية الحقوق واستمرار العلاقات التجارية. تُعتبر الكويت من الدول التي تضع قوانين دقيقة لتنظيم هذه المنازعات، وضمان الوصول إلى حلول عادلة وسريعة. يتطلب التعامل مع المنازعات التجارية في الكويت فهماً دقيقاً للإجراءات القانونية وكذلك الأساليب البديلة لحل النزاعات.

  1. خطوات التقاضي أمام القضاء الكويتي في المنازعات التجارية

عندما لا يتمكن الطرفان من الوصول إلى حل ودي، يكون القضاء هو الخيار الأخير. يعتبر اللجوء إلى القضاء في الكويت عملية منظمة تحكمها قواعد قانون المرافعات المدنية والتجارية رقم 38 لسنة 1980. إليك خطوات التقاضي الأساسية:

  • تقديم صحيفة الدعوى: يبدأ النزاع التجاري بتقديم صحيفة دعوى من الطرف المتضرر، تتضمن جميع البيانات الأساسية مثل أسماء الأطراف، موضوع الدعوى، والطلبات المقدمة. يجب تقديم نسخ من الصحيفة لكل الأطراف المعنية.
  • إرفاق المستندات: على المدعي تقديم المستندات الداعمة لدعواه مع صحيفة الدعوى أو في الجلسة الأولى المحددة. وبالمثل، يجب على المدعى عليه تقديم مستنداته في الجلسة التالية على الأكثر.
  • دفع الرسوم القضائية: يتعين على المدعي تسديد الرسوم القضائية المطلوبة لدى خزينة المحكمة المختصة.
  • إعلان الدعوى: بعد تقديم صحيفة الدعوى وسداد الرسوم، يقوم قلم الكتاب بقيد الدعوى وإعلانها للمدعى عليه.

بعد اتخاذ هذه الإجراءات، تبدأ المحكمة في دراسة الدعوى ومراجعة الأدلة المقدمة من الأطراف، وصولاً إلى إصدار الحكم. يمكن للأطراف الاستئناف والطعن في الحكم وفقاً لما ينص عليه القانون.

  1. الأساليب البديلة لتسوية المنازعات التجارية

    في ظل تزايد تعقيد النزاعات التجارية والتكاليف المرتفعة للإجراءات القضائية، باتت الأساليب البديلة لتسوية المنازعات خياراً مفضلاً للعديد من الشركات.

    التفاوض: يمثل التفاوض المباشر بين الأطراف أولى خطوات الحل السلمي للنزاع. يعتمد نجاح التفاوض على قدرة الأطراف على تقديم تنازلات وتفهم مواقف بعضهم البعض. وقد يحتاج الأطراف إلى مساعدة قانونية لضمان أن التنازلات المقدمة لا تؤثر سلباً على حقوقهم القانونية.

    الوساطة: الوساطة هي خطوة متقدمة بعد فشل التفاوض. يتدخل وسيط محايد يعمل على تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة. ويتمتع الوسيط بخبرة في مجال النزاعات التجارية وقدرة على تحديد النقاط الخلافية وإيجاد حلول مبتكرة لها.

    التوفيق: يشابه التوفيق الوساطة، لكن مع اختلاف أن الموفق يلعب دوراً أكثر نشاطاً في توجيه الأطراف نحو حل وسط. يتميز التوفيق بالتركيز على تخفيف التوترات وتعزيز الاتصالات بين الأطراف، مما يسهم في الوصول إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف.

    التحكيم: يُعتبر التحكيم الأكثر شيوعاً في الكويت نظراً لمرونته وسرعته. يتحكم الأطراف في اختيار المحكمين والإجراءات المتبعة، ما يمنحهم السيطرة على العملية. يعد قرار التحكيم ملزماً للطرفين، ويمكن تنفيذه بصفة رسمية، لكن يمكن الطعن فيه أمام محكمة التمييز في حالات محددة مثل وجود مخالفات إجرائية.

    3. المزايا الرئيسية لطرق التسوية البديلة

    تعتمد العديد من الشركات في الكويت على طرق التسوية البديلة نظراً لمزاياها العديدة:

    سرعة حل النزاعات: تتميز هذه الطرق بسرعة الإجراءات مقارنة بالإجراءات القضائية التقليدية، مما يوفر على الأطراف الكثير من الوقت.

    حماية السرية: من أهم مزايا التسوية البديلة هي الحفاظ على سرية النزاع والمعلومات التجارية الحساسة، وهو أمر بالغ الأهمية في البيئة التجارية.

    المرونة في الحلول: توفر طرق التسوية البديلة مرونة أكبر في إيجاد حلول تتناسب مع احتياجات الأطراف المتنازعة، مما يسهم في تحقيق رضى أكبر.

    الحفاظ على العلاقات التجارية: تساعد هذه الأساليب في الحفاظ على العلاقات التجارية بين الأطراف من خلال تجنب المواجهات الحادة التي قد تؤدي إلى توتر العلاقات.

    توفير التكاليف: بالمقارنة مع التقاضي التقليدي، تكون التكاليف المرتبطة بهذه الأساليب أقل، مما يجعلها خياراً اقتصادياً أكثر فعالية للشركات.

    4. خدمات مركز الأربش للمحاماة والاستشارات القانونية

    يتمتع مركز الأربش للمحاماة والاستشارات القانونية بخبرة واسعة في التعامل مع النزاعات التجارية في الكويت، سواء من خلال التقاضي أو عبر الأساليب البديلة. يقدم المركز حلولاً شاملة تركز على تحقيق التوازن بين حماية حقوق الأطراف وتقليل التكاليف والوقت اللازمين لحل النزاع. يعمل المحامون في المركز على تقديم استشارات قانونية متخصصة تتوافق مع احتياجات العملاء، مما يسهم في تحقيق نتائج إيجابية وبناء علاقات تجارية مستدامة.

أ. منى الأربش

محامية

مؤسس مركز الأربش