مقدمة إن حق الرؤية هو حق أساسي كفله القانون الكويتي لكل من الأبوين والأجداد، وهو يمثل ضمانة لاستمرار العلاقة بين الطفل وأسرته، حتى في حالة انفصال الوالدين. يهدف هذا الحق إلى حماية مصلحة الطفل وضمان ارتباطه بأسرته، وبالتالي يعد عدم تنفيذ حكم الرؤية مشكلة قانونية واجتماعية ذات تداعيات خطيرة. أولاً: الإطار القانوني لحق الرؤية في القانون الكويتي ثانيًا: العقوبات المترتبة على عدم تنفيذ حكم الرؤية ثالثًا: الإجراءات القانونية لضمان تنفيذ حكم الرؤية رابعا: إجراءات قانونية إضافية يمكن اتخاذها: إلى جانب العقوبات المذكورة التي يفرضها القانون على الحاضن الممتنع عن تنفيذ حكم الرؤية، يمتلك الطرف المتضرر خيارات قانونية إضافية لتعزيز حماية حقوقه وحقوق أطفاله. من بين هذه الإجراءات: طلب تعديل حكم الرؤية: في الحالات التي يظهر فيها أن حكم الرؤية الأصلي غير فعال أو يصعب تنفيذه بسبب تغير الظروف أو سوء استغلال الحق من قبل الحاضن، يحق للطرف المتضرر تقديم طلب للمحكمة لتعديل حكم الرؤية. يمكن أن يشمل هذا التعديل تغيير المكان أو الزمان المحدد للرؤية، أو وضع شروط إضافية تضمن التنفيذ الفعلي للحكم. تقديم طلب لمنع السفر: كإجراء احترازي، يمكن للطرف المتضرر طلب إصدار أمر قضائي لمنع سفر (المحضون) بناء على رغبة (الحاضن) والذي يرفض تنفيذ حكم الرؤية. يمنح هذا الإجراء الطرف المتضرر ضمانة إضافية بأن الحاضن لن يغادر البلاد مع الطفل، مما قد يعرض تنفيذ حكم الرؤية للخطر ويؤثر سلبًا على حق الطفل في الاتصال بالوالد الآخر. تقديم طلب للإشراف القضائي: في الحالات التي يكون فيها تنفيذ حكم الرؤية متعثرًا بسبب عدم التعاون بين الأطراف، يمكن للطرف المتضرر طلب تنفيذ الرؤية تحت إشراف قضائي أو في مكان محدد يتم تحديده من قبل المحكمة. هذا الإجراء يضمن أن الرؤية تتم وفقًا للشروط المحددة في الحكم القضائي، ويقلل من احتمالية نشوب نزاعات جديدة بين الوالدين. طلب تعويضات مدنية: إذا تسبب الامتناع عن تنفيذ حكم الرؤية في أضرار نفسية أو مادية للطرف الآخر، يحق له المطالبة بتعويضات مدنية عن هذه الأضرار. يتم تحديد مقدار التعويض بناءً على الظروف الخاصة بكل حالة، وفقًا لقواعد المسؤولية المدنية المنصوص عليها في القانون المدني الكويتي. حماية مصلحة الطفل الفضلى تُعتبر مصلحة الطفل الفضلى أحد المبادئ الأساسية التي يقوم عليها القانون الكويتي وكذلك التشريعات الدولية المتعلقة بحقوق الطفل. وقد نصت المادة 3 من اتفاقية حقوق الطفل، التي صادقت عليها دولة الكويت، على ضرورة إيلاء الاعتبار الأول لمصالح الطفل الفضلى في جميع الإجراءات التي تتعلق بالأطفال، سواء كانت هذه الإجراءات تتخذ من قبل المحاكم، أو المؤسسات الإدارية، أو الهيئات التشريعية. ويعني هذا المبدأ أن جميع القرارات التي تؤثر على الأطفال يجب أن تأخذ في الاعتبار مصلحتهم الفضلى كأولوية قصوى. في سياق تنفيذ حكم الرؤية، فإن هذا يعني أنه لا يجب أن يُسمح لأي نزاع بين الوالدين أو أي خلاف قانوني أن يؤثر سلباً على حق الطفل في الاتصال بوالديه، أو التمتع بحياة مستقرة وآمنة. إذا قام أحد الوالدين بمنع تنفيذ حكم الرؤية، فإن هذا التصرف لا يضر فقط بحقوق الوالد الآخر، بل يمكن أن يكون له تأثيرات سلبية كبيرة على نفسية الطفل ورفاهه. وعليه، تقوم المحاكم الكويتية، استناداً إلى هذا المبدأ، بمراجعة جميع الأدلة والظروف المحيطة عند إصدار الأحكام المتعلقة بالرؤية، لضمان أن تكون هذه الأحكام في مصلحة الطفل الفضلى. وإذا تم تجاوز هذا المبدأ من قبل أي طرف، فإن القانون يفرض عقوبات صارمة لضمان حماية حقوق الطفل والحفاظ على مصلحته. خلاصة القول إن عدم تنفيذ حكم الرؤية في القانون الكويتي يترتب عليه عواقب قانونية جسيمة تشمل العقوبات الجزائية والمدنية. يهدف المشرع الكويتي من خلال هذه الأحكام إلى حماية مصلحة الطفل وضمان حقه في رؤية والديه، كما يسعى إلى تحقيق التوازن بين حقوق جميع الأطراف. لذا، من الضروري على الأبوين الالتزام بتنفيذ أحكام الرؤية لتجنب التعرض للعقوبات وضمان استقرار حياة الطفل. استشارة قانونية ودعم من مركز الأربش إذا كنت تواجه تحديات في تنفيذ حكم الرؤية أو تحتاج إلى استشارة قانونية لحماية حقوقك وحقوق طفلك، فإن مركز الأربش الدولي للمحاماة والاستشارات القانونية يقدم لك الدعم اللازم. لدينا الخبرة والمعرفة القانونية لضمان حقوقك. تواصل معنا لنعمل معًا على تحقيق النجاح والامتثال القانوني. المراجع:
مؤسس مركز الأربش
أ. منى الأربش